ستيفاني مراد –رغم بعدنا عن وطننا الام وشوقنا الكبير له, يبقى استقلاله يوم ولادة لكل واحدٍ منا
.
لاستقلال لبنان عام 1943 معنى خاص مختلف عن معنى الاستقلال عند الشعوب الاخرى, لأنه هو الذي أعطى اللبنانيين هوية وطنيةواحدة.
هذا اليوم الذي من المفترض أن يكون يوم فرحٍ لكل اللبنانيين,نستذكره هنا من منفانا بحزنٍ وألمٍ شديد.
كيف يكون “الاستقلال”! ونحن ما زلنا سجناء خلف قضبان الطائفية, في حلكة من الظلام ننهش بعضنا بدون رحمة , متنكرين بزي زعمائنا وألوانهم.
كيف يكون “الاستقلال”! ودمعة الامهات لم تجف بعد, على أولادٍ هجروا حين فقدوا الامل من امكانية بناء مستقبلهم في لبنان.
كيف يكون “الاستقلال”! إن كنا لا نلتقي حتى في الصلاة على أرواح الشهداء.
كيف يكون “الاستقلال”! عندما تتنكر الدولة من لبنانيين وطنيين فدوا الجنوب بدمهم. ذنبهم أنهم أرادوا الحفاظ على استقلال لبنان, وخطيئتهم التي لا تغتفر, هي عدم استسلامهم وصدهم لهجومات الايادي السوداء على جنوبهم. هؤلاء الشرفاء أبوا الذل, ففضلوا الرحيل بحرقةٍ وغصة على وطنهم, الذي عرف كيف يكافئهم بصمته, فوقف مكتوف الايدي ولم يفعل شيئا.
ان كان ثمن الاستقلال غالٍ لهذه الدرجة, فسندفعه إلى أن يأتي اليوم الذي فيه سيتسع حضن الوطن للجميع.
وان كان منفانا هو صليبنا, فسنحمل صليبنا ونمشي فيه حتى آخر يوم من حياتنا, متمسكين بكرامتنا وفخورين بلبنانيتنا.
فليكن الاستقلال ذكرى جميلة، تُدخل فينا الامل في البقاء حتى تحقيق الاستقلال الفعلي بخروج الوصايات السياسية عنا، وصحوة رجال الدولة في وطننا وعودة الابناء المنفيين ، وتحرير الابطال من سجون الظلام “الشقيق”
وكل ذكرى ولبنان واقع كياني وهوية مشعة في سماء الحضارات.
تطوير: اللبنانيون في إسرائيل
حقوق النشر © 2014 اللبنانيون في إسرائيل – Lebanese In Israel. جميع الحقوق محفوظة.