ابراهيم: داعش تسعى للسيطرة على قرى لبنانية حدودية

أكدّ مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم أنّ القوى الأمنية على أهبّة استعداد لمواجهة سعي مقاتلي تنظيم “داعش”  للسيطرة على قرى لبنانية محا560614186_Imageذية للحدود مع سوريا.

وقال اللواء عباس إبراهيم في مقابلة مع “رويترز”، إنّ “داعش تحاول السيطرة على منطقة القلمون لكي لا يكون هناك تعددية عسكرية في المنطقة. وفي الفترة الأخيرة رأينا الكثير من المبايعات لداعش في منطقة القلمون منهم من بايع عن قناعة ومنهم من بايع عن خوف للحفاظ على وجوده وحياته”، مؤضحاً أن “داعش لا تريد أن تسيطر على القلمون لأنها تريد فقط السيطرة إنما هي تريد تأمين ظهرها في المنطقة من خلال التقدم والسيطرة على قرى لبنانية على تماس مع منطقة القلمون”، مؤكداً على ان “القوى العسكرية والأمنية على جهوزية تامة وتتابع الأمور في كل تفاصيلها في إطار خطوة لمواجهة هذا الاحتمال”.

وقال إن هذا الوضع الراهن سيبقى قائماً ومستمراً خلال المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أنه خلال فترة الأعياد عادة ما تتزايد المخاطر بإحتمال وقوع هجمات لأن الخصم يفترض أن القوى العسكرية تكون في حالة إسترخاء لكن القوى الأمنية اللبنانية على أهبّة الاستعداد.

وأشار ابراهيم إلى أنّ “مقاتلي داعش في القلمون يبلغ تعدادهم نحو ألف مقاتل وهم في تزايد نتيجة المبايعات التي تتم”، مضيفاً أنّه “في الفترة الأخيرة بايعهم نحو 700 مقاتل جدد وبالتالي أصبح عندهم أكثر من ألف مقاتل وهم يشكلون الآن نحو 70 بالمئة من باقي القوى العسكرية في منطقة القلمون”.

ورداً على سؤال عن إحتمال وقوع تفجيرات جديدة في مناطق حزب الله ذات الأغلبية الشيعية، قال إن “المخاطر لا تزال موجودة ولو لم يكن هناك مخاطر لما كان هناك إنتشار عسكري حول الضاحية. المخاطر موجودة والاستهداف موجود والتهديد موجود ويكاد يكون شبه يومي وبالعلن”، ولفت إلى أنّه “حصل الكثير من التوقيفات والشبكات نتيجة التنسيق بيننا جميعا وعلى رأس هذه المؤسسات الجيش وأحبطنا الكثير من العمليات وأوقفنا الكثير من السيارات التي كانت معدة للتفجير ولكن لم نعلن عنها كي لا نثير الذعر في البلد وأوقفنا الكثير من الإرهابيين”.

وأضاف “لدى القوى الامنية الكثير من الموقوفين وعمليات التوقيفات متواصلة وفي كل الاجهزة، والذين يتم توقيفهم هم نتيجة معلومات ومتابعات دقيقة وأهميتهم متفاوتة وكلهم مهمين”.

وبشأن حوار حزب الله – المستقبل، رأى إبراهيم أنّ “هذا الحوار نفس التشنج المذهبي في البلد والتشنج يتراجع وبالتالي فان البيئة الحاضنة او المنسجمة مع الارهاب هي بيئة غير موجودة في لبنان كما باقي البلدان، وإذا ما أراد البعض أن يظهر تطرفه يذهبون للقتال اما في سوريا أو في العراق”، وتابع: “السنّة في لبنان  بشكل عام هم سنّة معتدلون والطوائف اللبنانية هي طوائف متعايشة رغم كل ما يقال عن تطرف ديني في البلاد. لا يوجد تطرف ولا في مذهب ولا في طائفة في لبنان. فمثلاً لا يمكن أن يحصل في لبنان كما يحصل في العراق او في سوريا من تطرف”.

 ورأى إبراهيم أ، الوضع في المنطقو لا ينفصل عن ما يحدث في لبنان، وقال “طالما المنطقة متفجرة فنحن متأثرون بهذا التفجير وطالما المنطقة متفجرة نحن متشظون من نتائج هذا التفجير. نحن لا نعيش في جزيرة منعزلة. تركيبة مجتمعنا هي جزء من تركيبة المجتمع في منطقتنا ولهذا نحن متأثرون نتيجة هذه التركيبة ولكن الفرادة اللبنانية هي بالتعايش وهذا هو الذي يعمل جوا من الأمان الى حد ما”.

السوريون يستقبلون العام الجديد.. بانتظار بصيص أمل

00ade21c-fb42-4822-8ea3-3b209f32be53

في الوقت الذي يستقبل فيه العالم العام الجديد بألعاب نارية واحتفالات صاخبة، فإن السوريين يستقبلونه على أمل أن يخفف، ولو قليلاً، من معاناتهم، التي دخلت مرحلة جديدة خلال العام الماضي، مع إعلان أبو بكر البغدادي نفسه «خليفة» للمسلمين، وارتكاب تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» والمجموعات المسلحة مجازر، لم تتكشف أعداد ضحاياها بعد.

ويأمل السوريون، وعلى رأسهم النازحون واللاجئون في دول الجوار، أن يفتح المبعوث الأممي إلى سوريا استيفان دي ميستورا ثغرة في جدار الأزمة. وتتصاعد نسبة الأمل مع دخول موسكو بقوة على الخط، عبر محاولتها جمع السلطة السورية والمعارضة، على أراضيها نهاية كانون الثاني الحالي.

لكن يبدو أن الحسابات العسكرية على الأرض لم تتغير، إن كان بالنسبة إلى الجيش السوري أو المسلحين، حيث تتواصل المعارك على الأرض السورية كافة.

ولم يختلف اليوم الأخير من السنة عن باقي الأيام في دمشق، حيث استفاق أبناء العاصمة على دفعة جديدة من قذائف الهاون، بالتزامن مع تصعيد عسكري هو الأشد باتجاه حي جوبر شرقي العاصمة.

وشن الطيران السوري سلسلة غارات على جوبر، وسط اشتباكات وصفت بالأعنف. وأعلنت مصادر ميدانية تقدم الجيش على عدة محاور، فيما كان المسلحون يحاولون التسلل عبر نفق للسيطرة على عدد من الأبنية السكنية. وقال معارضون إنه «تم تسجيل أكثر من 20 غارة جوية على جوبر»، لكنهم نفوا «أي تقدم للقوات السورية في المنطقة».

وقالت مصادر محلية إن الرصاص تساقط في شوارع القصاع والعباسيين وصولاً إلى شارع بغداد، مصدرها المواجهات الأعنف في الحي، حيث تدور المعارك من جهة ساحة العباسيين ومن جهة المتحلق الجنوبي، حيث تمكن الجيش من نسف بناء كان يتحصن فيه مسلحون عند زملكا على بعد مئة متر من المتحلق، بحسب مصدر ميداني.

ويأتي التصعيد في جوبر بعد أكثر من 20 شهراً على بدء المعارك، على الرغم من أن الحملة العسكرية على الحي، الواقع على مدخل دمشق، قد بدأت في الربيع الماضي بالتزامن مع التقدم في المليحة.

وأبى المسلحون أن تمر نهاية العام 2014 بهدوء، حيث أمطروا برزة وجرمانا والعباسيين والقصور والعدوي والصناعة وضاحية الأسد، بقذائف الهاون. وسقط صاروخا «كاتيوشا» على المزة 86. وجاء ذلك بعد ساعات من سقوط قذائف بين القصاع ومحيط السفارة الألمانية في المالكي، وذلك بعد أيام طويلة شهدت فيها العاصمة هدوءاً نسبياً.

وفي حمص، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أنه عثر على جثة القائد في «لواء الإيمان» أبو وائل الحمصي في ريف حمص الشمالي، وهو ثاني قائد يسقط للفصيل بعد المسؤول العسكري أبو حاتم الضحيك الذي قتل قبل بضعة أشهر.

وقال مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية -»سانا» إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة نفذت سلسلة من العمليات الدقيقة والمركزة على أوكار التنظيمات الإرهابية بريف حمص وحي الوعر، أسفرت عن سقوط عدد كبير من أفرادها قتلى ومصابين».

وذكر «المرصد» أن «القوات الكردية استعادت السيطرة على نحو 70 في المئة من مدينة عين العرب (كوباني) السورية على الحدود مع تركيا، بعد أن صدت مقاتلي الدولة الإسلامية الذين يحاصرون المدينة منذ شهور وأجبرتهم على التقهقر».

إيطاليا تنقذ سفينة تقل 450 مهاجراً

ed62dd0f-5b95-42ca-b0ba-8b3546290e32

تمكن البحرية وسلاح الجو الإيطاليين اليوم من إنقاذ سفينة تقل 450 مهاجراً  كانت تعطلت قرب السواحل الإيطالية وهجرها طاقمها، مشيرة إلى أن “ستة من خفر السواحل الايطالي تم إنزالهم على سفينة الشحن بمروحية عسكرية وتمكنوا من السيطرة على السفينة”.

وكان سلاح الجو الإيطالي أعلن اليوم، بدء علمية إنقاذ للسفينة التي جنحت إثر تعطلها ليل أمس، بالقرب من السواحل الايطالية، معلناً في بيان أنه أرسل طوافتين عسكريتين لإنزال رجال على السفينة في محاولة للسيطرة عليها وسط بحر هائج.

ورصد خفر السواحل الايطالي، السفينة على بعد 130 كيلومتراً من سواحله، وأبلغ سلاح الجو بوجودها مساء أمس (الخميس)، مشيراً في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أن  “هناك 450 مهاجراً على متن سفينة تجارية بلا طاقم، وتقترب من سواحل بوليا”.

وحوالي منتصف ليل أمس، أعلن سلاح الجو أن السفينة أصبحت “على بعد 65 كيلومتراً عن ساحل كابو دي لوكا، الرأس الواقع في أقصى جنوب شرق إيطاليا”، مؤكداً في البيان أنه “بسبب الأحوال الجوية السيئة، لا يمكن الصعود على متن السفينة إلا بعملية إنزال من الجو”.

والسفينة تحمل اسم “عز الدين” ويبلغ طولها 73 متراً، وهي مسجلة في سيراليون.  وقال موقع إلكتروني متخصص بحركة النقل البحري إنها “أبحرت من قبرص وكانت وجهتها النهائية مرفأ سيت في جنوب فرنسا”.

وكانت السفينة تبحر بسرعة سبعة عقد بحرية قبل تعطل محركها، وتمكن أحد ركابها من تشغيل جهاز اللاسلكي الموجود على متنها لإبلاغ خفر السواحل بان الطاقم هجر السفينة وترك الركاب لمصيرهم.

وتأتي هذه المأساة بعد يومين على إنقاذ البحرية الايطالية 768 مهاجراً غير شرعيين، أغلبهم من السوريين، كانوا على متن سفينة الشحن “بلو سكاي ام” التي ترفع العلم المولدافي، هجرها طاقمها، وكانت الأمواج تتقاذفها في البحر الادرياتيكي قبالة سواحل بوليا أيضاَ.

يذكر أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى ايطاليا بلغ في العام 2014 أكثر من 160 ألف مهاجر، يشكل السوريون والاريتريون أكثر من نصفهم.

(أ ف ب، رويترز)

لبنان يخسر نكهة سياسية برحيل “الأفندي” عمر كرامي

غسان ريفي- جريدة السفير

f3ca5371-0ab6-488a-bd36-b18cf58c1dc2

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثالث والعشرين بعد المئتين على التوالي.

خسر لبنان عمر كرامي.

رهبة الموت خيمت على مساحة الوطن، وخصوصاً على مدينته طرابلس التي حمل همومها ودافع عنها وصدح بصوت أهلها طوال 27 عاماً.

الموت الذي كان منتظراً وإستعجله بعض أصحاب النوايا الخبيثة بالشائعات، ترك وقعاً ثقيلاً جداً على محبي “الأفندي” الذين عايشوه ووقفوا معه في كل المحطات. وحتى على الذين يختلفون معه. فالرجل كان قامة وطنية، ولا يمكن لأي كان أن ينكر دوره ومواقفه، وإنجازاته لا سيما في العبور بلبنان من حالة الحرب الى دولة المؤسسات خلال حكومته الأولى في العام 1991 والتي حلت الميليشيات وجمعت السلاح.

لبنان من دون عمر كرامي يخسر نكهة خاصة كان طبعها “الأفندي” في الحكومات وفي مجلس النواب وفي الحياة السياسية عموماً، وفي الجانب الشخصي.

أما طرابلس فخسرت زعامة إستثنائية، وصمام أمان حافظ على حضورها، وتنوعها السياسي رغم كل الظروف، ورسخ بين أنصاره مبادئ كانت عصية على كل الإغراءات وإثارة الغرائز والتحريض المذهبي، لتبقى طرابلس أغلى من المال ولتستمر مرفوعة الرأس بـ “الكرامة”

غاب كرامي من دون أن يسامح أو ينسى في قضية إغتيال شقيقه الرئيس الشهيد رشيد كرامي، فبقيت قضيته عالقة وحيّة في زمن العفو العام وتبييض السجلات والحوارات المفتوحة.

غاب كرامي من دون أن تتلطخ يديه بالدم حتى عندما تعرض نجله الوزير فيصل كرامي لمحاولة إغتيال في زمن إستثمار طرابلس أمنياً لمصالح سياسية، فسارع الى سحب فتائل التفجير، وتعالى عن الجراح بالقول: “طالما فيصل بخير.. نسامح، ومن قام بهذا الفعل ليس طرابلسياً”.

غاب كرامي المعجون بالوطنية والعروبة وبقضية فلسطين وعاصمتها القدس الشريف التي لم تفارق نبضه السياسي، والمؤمن بأركان الدين الحنيف، والمدافع عن طائفته بقدر دفاعه عن العيش الواحد بين الطوائف والمذاهب.

مات عمر كرامي.. وقع الخبر على طرابلس كالصاعقة برغم الانتظار.

فالخبر في صبيحة العام 2015 لم يكن شائعة، بل كان حقيقة مرة لطرابلس التي إتشحت بالسواد، وصدحت مآذنها بالآيات القرآنية، وسادت رهبة الموت مختلف الساحات والشوارع التي رفعت فيها صور “الأفندي” الراحل ولافتات العزاء وعبارات التكريم، فيما إنشغل أنصاره في إستكمال الاستعدادات لاستقبال جثمانه عند الثامنة من صباح الجمعة لبدء المأتم الرسمي والشعبي المهيب لزعيم يليق به التكريم، على أن يصلى على جثمانه عقب صلاة الظهر في الجامع المنصوري الكبير ثم يوارى في الثرى في مدافن العائلة في باب الرمل الى جانب والده رجل الاستقلال الزعيم عبد الحميد كرامي، وشقيقه الرئيس الشهيد، ويُصار الى تقبل التعازي في قاعة معرض الرئيس رشيد كرامي.

ودعت جمعية تجار طرابلس الى إقفال كل المحلات والمؤسسات حداداً، وكذلك بلدية طرابلس وإدارة المرفأ، كما أعلنت جمعية العزم والسعادة الاجتماعية، التابعة للرئيس نجيب ميقاتي، عن إقفال كل مؤسساتها حدادا.

وأعلن رئيس الحكومة تمام سلام الحداد العام لمدة ثلاثة أيام حيث تنكس الأعلام على الدور الرسمية والمؤسسات العامة والبلديات كافة، وتتوقف محطات الإذاعة والتلفزيون عن بث البرامج خلال مدة الحداد.

أما العائلة فانتظرت الى جانب جثمان الرئيس كرامي في بيروت، وتقبل شقيقه معن ونجلاه خالد والوزير السابق فيصل كرامي المعزين في دارته في الرملة البيضاء، وكان أبرزهم: رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة تمام سلام، الرئيس أمين الجميل، الرئيس إميل لحود، الرئيس فؤاد السنيورة، مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان. كما قدم المعاون السياسي لأمين عام “حزب الله” حسين خليل التعازي باسم السيد حسن نصرالله، وعدد كبير من الوزراء والنواب والسفراء والشخصيات والفاعليات والمشايخ والوفود الشعبية من طرابلس والشمال ومختلف المناطق اللبنانية ومن مختلف الطوائف والمذاهب.

وكان الرئيس عمر كرامي رحل بعد معاناة مع المرض عن عمر يناهز الثمانين عاماً في مستشفى “الجامعة الأميركية” في بيروت.

وصدر عن عائلته بياناً جاء فيه “بكثير من التسليم بمشيئة الله عز وجل، وبكثير من الأسى على لوعة الفراق، تنعي لكم عائلة الرئيس كرامي فقيدها وكبيرها دولة الرئيس عمر عبد الحميد كرامي.

لقد فقدنا أغلى الناس، وخير زوج وأب وجد، ونستعين على مصابنا بالإيمان، طالبين الرحمة والمغفرة لمن ظل يردد لنا قبل أن يفارق هذه الدنيا “وبشّر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. صدق الله العظيم”.

ونعى كرامي شخصيات سياسية وهيئات عديدة، منها رئيس الحكومة تمام سلام والرئيس الأسبق أمين الجميل، ورؤساء الحكومات السابقة: نجيب ميقاتي، سعد الحريري، وفؤاد السنيورة. كما رثاه الرئيس سليم الحص ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان.

ترانيم ميلادية ” لكشافة المهدي” في رميش

تحقيق: دعاء عقيل

ترانيم ميلادية لكشافة المهدي في رميش (5)

       يا غيمة حقد زيحي            وبكفّي تستبيحي

   بقلوب الناس والإحساس       ويا كلمة حق صيحي

    ما بيحيا وطنّا                      ونشوف الطير غنّى

     تيطير بجنحينو                   المسلم والمسيحي…

   هذه أولى الكلمات التي افتتح بها انطوان خوري الحفل الذي أُقيم مساء أمس في كنيسة التجلي في رميش، حيث أقامت الفرقة الهارمونية في جمعية كشافة الإمام المهدي (عج) ترانيم ميلادية بمناسبة ميلاد السيد المسيح، بالإشتراك مع كورال أوركسترا شمس الحريّة، والأساتذة: أحمد همداني، شادي عيدموني وخضر بربر وقيادة المايسترو علي باجوق.

    وقد حضر الحفل النائب أيوب حميّد، المطران نبيل شكرالله الحاج، العميد الركن شربل أبو خليل، ممثل قائد اليونيفيل العميد ساياردي، العقيد صوما ممثل قائد اللواء الخامس، قائد الكتيبة الفرنسية، المقدم عبدو خليل، الرائد حسن حرز، المؤهل أول محمد حمود، الحاج شفيق دقيق والعديد من الفعاليات من مدراء مصارف، جامعات، مدارس ومهنيات، فضلاً عن رؤساء وأعضاء البلديات والمخاتير…

   افتتح الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ولحن الشهداء، تلاه عزف خمسة مقاطع موسيقية من وحي المناسبة، وكلمة المطران نبيل شكراللهالحاج راعي أبرشية صور للموارنة، لتتابع الفرقة وتقدم باقة من أجمل الترانيم التي ترمز لولادة المسيح.

عودة جثامين ضحايا الطائرة الجزائرية: “يا رَيتني مِتِت قَبلُن”

large-لبنان-العائلات-يستقبلن-جثامين-ضحايا-الطائرة-الجزائرية-صور-32a5f
كتبت ناتالي اقليموس في “الجمهورية”:

“مقهور” والدمع يسيل عرض خدّيه، وقف فايز ضاهر ينتظر وصول زوجته وأولاده، عين على عقارب ساعته، وعين تُحاكي بصمتٍ السماء. هو الذي كان يَتفنّن في انتقاء هدايا رأس السنة، لهم، فجاءته الهدية باكراً… جثامين عائلته. يفجر بالبكاء: “يا ريتني مِتِت قَبلن… لمَن أعيش بعد اليوم؟”

ضاقَ مطار رفيق الحريري الدولي بالتأوّهات، فسادَ البكاء. بعدما كان أمس أهالي ضحايا الطائرة الجزائرية التي تحطّمت في 24 تموز الماضي، وهي متوجّهة إلى بوركينا فاسو، على موعد مع تسلّم جثامين عائلاتهم وأقاربهم.

حقيقة مرّة

قاتماً بدا مشهد تسلّم الجثامين. لقاء لطالما انتظره الاهالي وفي الوقت عينه تمنّوا لَو يتأخر. “كنّا لوهلة نعتقد أنّه كابوس ومضى، ولكن اليوم بعدما تسلّمنا أقاربنا أشلاء في صناديق، تأكدنا كم انّ الحقيقة مرّة”. يتحدّث حسن دهيني إلى “الجمهورية” محاولاً كبت دموعه: “جئت أستلم عائلة عمي بلال دهيني بكاملها، فقد قضى وزوجته مع أولادهم الثلاثة (13 سنة، 8 سنوات، 5 سنوات). منذ 4 أعوام لم يعودوا إلى لبنان، أرادَ عمّي مفاجأتنا في رمضان ليُعرّفنا الى أولاده، وإذ حَلّت بهم الكارثة… مِتل الكذبة”.

على رغم مرارة الكأس وخسارتهم العائلة برمّتها، يَجد حسن عزاءه بأنّ “العائلة مضت في مشوارها الأخير معاً. لا شك في أنّ عمّي لم يكن ليستوعب أيّ صدمة في حال خسِر أحد أفراد أسرته… ربما الله أراد أن تموت الأسرة معاً لكي لا يتعذب أفرادها”.

وتعليقاً على عملية استعادة الجثامين، قال حسن: “من المرّات النادرة التي تتصرّف فيها الدولة باحترافية، ربما ولحسن حظنا أنّ عدداً كبيراً من الركاب كانوا من الجنسية الفرنسية، فتعاملوا مع الضحايا بجدية ومتابعة. إهتمام فرنسا فرض احترافية في التعامل”.

LEBANON-FUNERAL-ACCIDENT-CRASH-AVIATION-ALGERIA-MALI“فادي ما في أطيب منّو شَبّ”. من حرقة قلب تتحدّث والدة فادي رستم، قائلة: “لا شك في أننا كَفرنا بادئ الامر، فالمصاب أليم، والفاجعة أصعب من أن يتحمّلها بشري، ولكنّ حكمة ربنا تطغى على أي شيء”. وتضيف: “رجاؤنا أنّ أولادنا قديسون، من “الأوادم” الطيّبين. خسرت اليوم أخاً وصديقاً قبل أن يكون فادي ابني الحنون”.

هي إرادة الله؟ هي لعنة القدر؟ إحتارَ الأهالي في توصيف الفاجعة. فلم تكد تصِل جثامين الضحايا موزّعة على سيارات الصليب الاحمر، حتى ارتفع النحيب، وتوالت الصرخات بالتزامن مع عَزف قوى الامن الداخلي لحن الموت.

وكانت استعدادات خاصّة قد اتخذت في المطار، الذي غصّت باحته بالمستقبلين، يتقدّمهم: النائب علي بزي ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وزير البيئة محمد المشنوق ممثلاً رئيس الحكومة تمام سلام، وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد والنائب علي عمار، وفد من حركة “أمل” ضمّ: طلال حاطوم وعلي بردى وعلي مشيك، وفد من العلماء والمشايخ وعلماء الدين، وفد من المطارنة، وفد من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وشخصيات.

 

الإمـام موسى الصدر… الثائر الشامل

الأحد 31 آب 2014 – 11:30 ص

Imam-sadr34

لا يمرّ يوم على لبنان وعلى المنطقة العربية عموماً، إلا ويتصاعد العنف على جبهات المذاهب والأديان فيه، بينما يخفت تدريجياً صوت الإسلام المعتدل، الإسلام الذي يحمل الاعتدال بمعناه الحقيقي، وبالطبع ليس المجازي أو السياسي.

ووسط هذا الواقع القاتم، حيث تُحمّل الأديان والمذاهب ما لا طاقة لها به، في حكايةٍ تارةً عنوانها المذهب وطوراً عنوانها الطائفة، يحضر الغائب الحاضر، من صرخٍ في البراري والساحات والقاعات والمساجد والكنائس، بأنّ أصل تلك الحكاية في مكانٍ آخر اسمه الإنسان، وطريقه الإنسانية، طريق يحمي الوطن ويرفع درجات المواطنية، ويصان فيه الدين بصدق.

هو الإمام المغيّب السيّد موسى الصدر، الذي تصادف هذا الأسبوع ذكرى تغييبه السادسة والثلاثون، مع رفيقيه، على يد نقيضه المطلق معمر القذافي. هو الإمام الذي سار على فقه نهضوي، استلهمه من أسباب الدين ومن تعاليمه الصائبة وعلياء مفاهيمه، فمنح العمامة رُقيّاً قلّ مثيله بين رجال الدين.

وعلى الرغم من حضور الإمام موسى الصدر في وجدان الكثير من اللبنانيين والعرب، والإشادة الدائمة بدوره السياسي والوطني بشكل عام، خصوصاً في ما يتعلق بمحاربة التقسيم والطائفية والحرمان ورفض الاقتتال وبتعبئة الشباب لنيل حقوقهم المشروعة، وبالطبع بإطلاق المقاومة في وجه “إسرائيل”، إلا أنه لم يُعطَ حقه بعد، في ما يرتبط بقيمته الحضارية والثقافية والدينية والإنسانية، التي تتخطى الظروف المكانية والزمانية، وترتفع بعيداً عن الأنماط الفكرية الاعتيادية.

فقد شكّل الإمام الصدر امتداداً مدوّياً لجمال الدين الأفغاني وتلميذه محمد عبده، فثار بتعاليم السماء إلى أعلى مراتب الكرامة الإنسانية. وإذا كان جمال الدين الأفغاني قد أعلن أنه ملعون في دين الرحمن، من يسجن شعباً، من يخنق فكراً، من يرفع سوطاً، من يُسكت رأياً، من يُهدر حق الإنسان، حتى لو صلّى أو زكى وعاش العُمرَ مع القرآن، فإنّ موسى الصدر قد حمل كل ذلك إلى أرض الواقع، في تجديدٍ قائمٍ على الإيمان والشجاعة والإقدام، ومشى به وسط الأزقة والحقول وبين القرى والمدن وفي القاعات والساحات، ثائراً ضد الظلم والحرمان والإقطاع والفساد والتصنيف والتعصب.

أتقن الإمام الصدر فقه المنطق وعمل على بث الجرأة لاستخدام العقل، محاكياً بعض ما أتى به إيمانويل كانط الذي رفع المجتمع الغربي المتطور. وإن كان هذا المجتمع أخذ من كانط جزئية العقل وترك في حالات عدة، باسم «التنوير»، الاعتقاد الديني، مهملاً توصيات الفيلسوف الألماني، فقد ارتقى الإمام اللبناني بمفهوم جديد للعلاقة ما بين الدين والسياسة. وهي علاقة جعلها تلين أمام المواطن وكرّسها مطية للإنسان، خليفة الله على الأرض، فرفض أن تخضع السياسة للحسابات الطائفية فتمعن احتقاراً في إنسانية المواطن وتضرب الوطن والدولة، كما رفض أن تلتحق الأديان بالسياسة فتتلوَّن اجتهاداتها وتتبدل طاعة لهذه السياسة وجنوحها.

قال الإمام الصدر إن «تجار السياسة هم الذين يغذون النعرات الطائفية للمحافظة على وجودهم بحجة المحافظة على الدين في الوقت الذي يكون الدين فيه بحاجة إلى من يحميه منهم»، ورأى أن الوطن عند هؤلاء التجار «كرسي وشهرة ومجد وتجارة وعلو في الأرض وفساد». واجه موسى الصدر الطائفيين، معلناً أن «دم المسيح يجري في عروقنا وصوت محمد يدوي في مسامعنا». وخَطب في كنيسة الكبوشيين خطبة هي «أھﻢ اﻟﺨﻄﺐ أﻟﺘﻲ اﻟﻘﯿﺖ ﻓﻲ اﻟﺰﻣﺎن واﻟﻤﻜﺎن وأﺑﻠﻐها»، بحسب الراحل غسان تويني، الذي قال عنه إنه «ﻳﺨﺘﺰن الإنسان اﻟﺤﻨﻮن اﻟﺬي ﻳﻤﺘﻠﻚ إﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﻣهﻤﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﻣﺎردٍ ﺟﺒﺎر». اعتبر الإمام الصدر أن «التعايش الإسلامي – المسيحي في لبنان ثروة حضارية يجب التمسك بها»، ومن دون هذه الثروة يسقط وينتهي، فـــ«الطوائف نعمة والطائفية نقمة». وقال بأنّ من يطلق رصاصة على القرى المسيحية كأنه يطلقها على صدره ومحرابه وعمامته.

اعتصم موسى الصدر عام 1975 احتجاجاً على استمرار الحرب الأهلية، حتى لبّت الدولة في حينه مطالبه بتشكيل حكومة مصالحة وطنية. حارب الحرمان والإقطاع والتمييز في التنمية، وأعلن أنه لن يسكت طالما هناك محروم أو منطقة محرومة في لبنان. كافح الإمام الصدر مشاريع التقسيم بشدة، معتبراً أن «لبنان أصغر من أن يُقسَّم وأكبر من أن يُبتلع»، وأن التقسيم هو بمثابة “إسرائيل” ثانية في قلب الوطن. وأكد أن «لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه»، وهي العبارة التي تضمّنتها مقدمة دستور الطائف. ودافع عن حرية التعبير، مؤكداً أنّ «الحريات هي الدعامة الأساسية لكيان لبنان». أطلق موسى الصدر مقاومة “إسرائيل” أولاً بـ«أسنانكم وأظافركم وسلاحكم مهما كان وضيعاً»، وثانياً من خلال وحدة لبنان، وسلامه الذي هو أفضل وجوه الحرب مع “إسرائيل”. واعتبر أنّ “إسرائيل” شرٌّ مطلق والتعامل معها حرام.

غُيّب صوت موسى الصدر الذي جهد لإعادة الممارسة الدينية إلى موضعها الإنساني، فاهتزّ في لبنان والمنطقة العربية والإسلامية، مسار التصويب الديني والتقارب المذهبي المحق، لينهض شذاذ الدين يحرّفون تعاليم السماء ويُسقطون الدين، على قياس جهلهم وعلى امتداد مصالحهم وأهوائهم. كان الإمام الصدر يصرخ ليدعو اللبنانيين إلى كلمة سواء وإلى الحوار وإلى الثقافة الدينية الصحيحة، وغاب ليغرق لبنان في الجنوح المذهبي والطائفي، ويستشري الغلو والجهل ويستحكم الكره، وباتت حتى العمامات، تحارب الدين باسم الدين.

في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر، تحضر مخاطبته السياسيين بالقول: «أنتم أيها السياسيون آفة لبنان وبلاؤه وانحرافه ومرضه وكل مصيبة، إنكم الأزمة، إرحلوا عن لبنان». ويحضر قوله: «ليس في العالم شعب صغير وشعب كبير بل شعب يريد الحياة وشعب لا يريدها». في التاريخ، هناك ثائر من أجل العدالة السياسية أو المساواة الاجتماعية، وآخر من أجل الفقراء والمستضعفين، ولكل ثائر قضية أو اثنتان أو ثلاث.

لكن موسى الصدر ثار دون هوادة من أجل العدالة السياسية والعقد الاجتماعي السويّ، أفقياً وعامودياً، ومن أجل الفقراء والمحرومين والمستضعفين، وضد التعصب والطائفية وفي سبيل كلمة سواء، وللتقارب المذهبي، ومن أجل وحدة الوطن وسلامه ونهضته، وضد الاعتداءات الخارجية، وثار ضد الفساد وضد الإقطاع، ومن أجل نشر فقه المنطق وبث الجرأة لإعمال الفكر والعقل، وفي سبيل الحرية وكرامة الإنسان. فمن لم يعرف سيرة موسى الصدر جيداً، في سنوات عمره الخمسين قبل أن يُغيّب، أو عرفها عبر التواتر والأخبار والقصص، فليقرأها جيداً في تفاصيلها، ليتعرّف على معنى الثائر الشامل.

(جهاد الملاح)

مقال نُشِر الجمعة في 29 آب 2014، في صحيفة «سلاب نيوز» الإلكترونية

نصف ساعة في شوارع بيروت

J.Mallah

بقلم: جهاد الملاح

خرجتُ إلى المدينة، على مرمى من البحر الذي شاهد كل شيء، وشهد كيف نَبَت هوس الانحراف السياسي في قلب هذا الوطن، منذ ولادة الشرائع الأولى، إلى مواثيق الفصل العنصري المُغلّفة بالطوائف، إلى يوم تبديد الشعب بالتمديد.

وسط شوارع بيروت، التي اعتادت الخوف المزمن، من مساء قد يحمل دماً، أو من صباح يتراشق فيه الأطفال في طريقهم إلى المدرسة، بعضاً من السياسة والطائفية، اصطف الناس في سياراتهم أفواجاً متداخلة، يوحّدهم انتظارٌ يشبه الغضب، وتتلاعب فيهم فوضى، ترعرعت على عقود من الانحلال السياسي والعيش العفوي.

حاولتُ التسلّل بين الشوارع الخلفية، لعلّني أخدع الوقت الذي يمرّ ببطء في ظهيرة المدينة، فالتقيتُ بأزقة ترتفع فيها لافتات الأضداد، وتفوح من سكونها روائح الذكريات المتناقضة. لا تكاد صورة فرح قديمة تطلّ برأسها، حتى ترفدها صور لعيون حمراء أدماها الحزن أو ملأها الشر. وبين الصور وجوه شاحبة على مرّ جيلين أو ثلاثة، سرق اليأس ألوانها ونزع الحزن ملامحها.

دُرتُ في الأزقة لدقائق، حتى أيقنت أن سكونها كان مؤقتاً، لأنها مهما تداخلت بصمت وهدوء، فستعيدني في آخر المطاف إلى الشوارع القاتلة، حيث أرى على مدار الالتفات، إيماءات سائقي التاكسي وكأنها مسرحية ثورة، وأقرأ على شفاههم شتائم لسياسيين لا يلتقونهم إلا عبر شاشات المساء، وألحظ في عيونهم لوماً لأسمنت ينتشر في الطرقات، قبل الإرهاب وبعده، طلباً للحصانة، وإمعاناً للفصل التاريخي بين الشعب والنظام، منذ أول ميثاق عار في دولة العار.

معظم المدن تزدحم وتصرخ لتمتلئ بالحياة والعيش الصاخب، لكن من يقرأ كتاب بيروت في هذا الزمن، يعلم جيداً أن صخبها ليس حياة بل يشبه الحياة. الفوضى والتمييز والإهمال والتخلي والطائفية والمذهبية والانهيار، كلها كلمات تتكرر، لتخبر قصة مدينة كلما أطلّ فيها الأمل، ما يلبث أن يخفت إذعاناً للحذر وخشية من طموح يشاغب خارج الواقع.

نصف ساعة وأنا أدور في منطقة تشبه «الكاتراز»، فلم أصل إلى مكان إلا إلى حقيقة صارخة: الفوضى ستبقى ملكة أم الشرائع، والأسمنت سيظل يفصل بين الشعب والساسة، طالما بقيت العبودية المقنّعة بشعارات الحرية، تتغذى على عقول مواطنين يدعّون العزة السياسية ثم يقبلون العيش على هامش سلطات بُنيت بجلودهم ورفعت فوق أجسادهم.

سيبقى العار يقود نظام لبنان ويتسيّده، وتبقى صفحات العقد الاجتماعي ملطخة بالغبن والذلّ، إلى أن يأتي يوم تُخرج فيه الإنسانية مخالبها البيضاء، أو ربما يتحقق حلم الصغر، فيستطيع مواطن ما أن يدخل شاشات الأخبار، ليسحب المنافقين من رقابهم.

“للنشر”: وداعاً ريما كركي… أهلاً تمّام بليق

349

منذ انطلاقة برنامج “للنشر” على قناة “الجديد” اللبنانيّة مع الإعلاميطوني خليفة، طغت هُويّة على البرنامج، تبغى “السكوبات” وفتح المواضيع التي قد تُحدث جدلاً في المجتمع. مع أنّ الطروحات كانت سطحيّةً في كثير من المرّات، وخرجت عن إطار الطرح البنّاء نحو حصد عدد أكبر من المشاهدين، ومنافسة إعلاميين آخرين على قنوات أخرى يُقدّمون نفس نوعيّة البرامج.

ومع انتقال الإعلامي طوني خليفة إلى قناة “إم تي في” لتقديم برنامج جديد، فازت الإعلاميّة ريما كركي بتقديم “للنشر”. وهكذا حصل. لكنّ الإعلاميّة التي عُرفت في لبنان من خلال تقديم برنامج “عالم الصباح” على قناة “المستقبل”، لم تكُن على “مستوى الأخبار الجنسيّة التي تبتغي القناة طرحها في هذا البرنامج”.

والحقيقة، أنّ هذا كان واضحاً من خلال طريقة كركي في تقديم البرنامج وتفاعلها مع المواضيع المطروحة. على سبيل المثال، تعاطيها مع الفيديو الذي أرسله “مجهول” إلى قناة “الجديد”، والذي يُظهر طفلين ما دون العاشرة من عمرهما، واللذين مارسا الجنس كما شاهداه على الحاسوب. فالإعلاميّة تعاملت مع الموضوع وكأنّها أمّ الطفلين، وليس كإعلاميّة تُريد الصراخ على الهواء لتُحضارنا عن الأخلاق وغيرها في الموضوع الجنسي.

وليس هذا فقط، فقد تعرّضت كركي للانتقاد الشديد على وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان، عندما استضافت رجلاً نبش قبر والدته ليلتقط صورة “سيلفي” معها.

هذا كلّه، أتى بالتزامن مع انطلاق برنامج “بلا تشفير” مع تمام بليق على القناة. وبليق قادم من خلفيّة إذاعيّة (مليودي) وقدّم برنامجاً على قناة “هي”. وهو عُرف بطرحه “الجريء” للمواضيع في برامجه. فكان حضوره إلى القناة مع مغادرة خليفة بمثابة تعويضٍ من القناة، لطرح برامج تُحدث ضجّة وجدلاً في الوسط اللبناني.

هكذا عرّف بليق عن برنامجه في أولى حلقاته، عندما أكّد أنه سيستضيف أشخاصاً “مثيرين للجدل”. وهكذا أيضاً، استضاف بليق الموديل ميريام كلينك، وسألها “ليه صايرة قدّ البقرة” على الهواء. كما استضاف الفنانة مي حريري، التي رشقته بالقهوة. كما استضاف العقيد المتقاعد فايز كرم، والمتهم بالتعامل مع إسرائيل.

ويبدو، أنّ قناة “الجديد” منزعجةً من أداء كركي في ما خصّ إحداث الضجّة الإعلاميّة والمواضيع الجنسيّة والتابوهات. فتقول المصادر لـ”العربي الجديد”، إنّ “القناة بصدد الاستغناء عن كركي في تقديم “للنشر” والاستعاضة عنها ببليق؛ لأنّه أقدر على التعاطي مع المواضيع الجنسيّة تحديداً”.

وتوضح المصادر أنّ “الخلاف مع كركي على تقديم هذا النوع من المواضيع ليس جديداً، إلا أنّه استجدّ مع قرار القناة استقدام شخصين مثليين في الحلقة المقبلة من البرنامج وتزويجهما على الهواء، الأمر الذي لم تتقبّله كركي”. علماً أن القناة تبحث عن الإثارة من خلال هذا الخبر، وليس عن الدفاع عن الحريات الجنسية. كما تؤكّد المصادر أنّ “القناة لن تستغني عن كركي كلياً، بل ستستمرّ بالعمل في القناة عبر تقديم برنامجٍ آخر”.

كركي إذاً لم تجد هويتها في المحتوى الجنسي الذي تريده القناة لتتمكّن من منافسة طوني خليفة… أما القناة فمبتغاها (مثل كل القنوات) هو نسبة المشاهدة… وبين نسبة المشاهدة والأخبار الجنسية، تغادر كركي مطلع العام الجديد برنامج “للنشر”.

الثورات… عجرها وثمراتها

نهلة الشهال

هُزِمت الثورات التي انطلقت منذ أربع سنوات، وعمت منطقتنا من أقصاها إلى أقصاها، حتى لامست الممكن حيث لم تقع. هُزمت سياسياً، ليس فحسب بمعنى التمكن من الاستيلاء على السلطة، وهو ـ هذا الاستيلاء أو الطموح إليه ـ حق وليس عُرّة، وذَهبت في سياقات متنوعة، كشفت جميعها عن أعطاب أساسية، ليس اقلها العجز الفكري وانعدام الخيال السياسي ونقص التهيؤ.. وأمراض أخرى.

لكن، لأنه هناك “لكن” كبيرةMideast Egypt

فما وقع منذ أربع سنوات لم يكن مأمولاً، لأن اليأس من وقوعه كان قد بلغ أبعد مداه، بحيث حوّل فكرة التمرد والرفض والاحتجاج والإرادة.. إلى مفردات لا طائل منها. ليتبين أن جمراً كان تحت الرماد، وأن الموجة الأخيرة تلك التي نجحت في هزّ البنى السياسية (فقلبت السلطات أو هددتها، كما تَحدّت المعارضات القائمة)، هي وريثة محاولات كثيرة أحبطت في كل مرة، إلى حد إيقاع ذلك اليأس الذي أصبح أحد أدوات الحكم، جنباً إلى جنب مع القمع والتجهيل والإفقار الخ..

وما وقع منذ أربع سنوات، وما دل عليه من “إمكان”، أثار رعب النظام المهيمن (بالمعنى العام) فلجأ إلى توسل كل ما تملك أطرافه لكبح الثورة واستعادة الزمام. وعلى رأس الأدوات القمع العنيف. كما أنه لو كان هناك تآمر كما يُقال (فالهزائم تثير الشك بالنفس!) فهو وقع في هذا البند وليس في إطلاق الثورات. ولا شك أن القصور الذاتي كان حليفاً لمخططات الرِدة تلك.

وما وقع منذ أربع سنوات، وبرغم هزيمته السياسية، أوقف حالة متمددة، كانت أصلاً أحد الأسباب الدافعة للثورات، سماتها اتجاه السلطات الحاكمة إلى التخلي عن كل الوظائف الاجتماعية، وتبني البرانية والابتذال والاستهتار والتغول في الفساد.. فوصل الأمر إلى حد الاستغناء ـ حتى رمزياً في السكن مثلا وفي الخطاب، وليس فحسب في خيارات الإنتاج ـ عن كل صلة بالمجتمع، وتحويل الناس (والمدن بما فيها العواصم) الى “زائدين عن الحاجة”، كمٌ مهمل. تضطر السلطات اليوم إلى استعادة الاهتمام بالناس ولو كذباً، وإلى العودة الى “كسبهم” بمقدار قمعهم.

ما وقع منذ أربع سنوات أرضٌ لاستمرار الصراع. ففي هوامش الحقل السياسي ظهر امتلاك هذه المجتمعات للصبر والعناد، وأزهرت إبداعات خلاّقة. سيصير التغيير.